اللهم نويت أن أموت

كتب إقبال الأحمد :

كتب د. حامد الحمود تحليلا للفتوى التي اجاز بها الشيخ عبدالرحمن البراك قتل من يبيح الاختلاط، ذلك ان «من استحل هذا الاختلاط الذي قد يؤدي إلى النظر الحرام والتبرج الحرام والسفور الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام بين الرجال والنساء وكل ذلك عن طريق إلى ما بعده، فهو مستحل لهذه المحرمات ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك يصير مرتدا فيعرف وتقام الحجة عليه، فان رجع والا وجب قتله».. ومن خلال قراءته لهذه الفتوى، فقد اشفق د. الحمود على هذا الشيخ لانه ضحية نشأة اجتماعية بالغت في الفصل بين الجنسين.
يا د. حامد ان ما افتى به الشيخ البراك هو مشروع تفقيس عدد كبير من البيض المشابه في الكويت لتوافر مناخ التفقيس فيها لهذا النوع من البيض.. فالشيخ البراك يعيش في بيئة مغلقة نوعا ما مقارنة بالبيئة التي يعيش بها البعض في الكويت من صغار السن الذين وجدوا التشجيع حولهم، فتحولوا بقدرة قادر إلى شيوخ دين يقفون شامخين عبر وسائل الاعلام يلعنون ويسبون.. يحرمون ويمنعون باسم الدين..
وموضوع الاختلاط اشبع نقاشا من الناحية الدينية.. وما زال حتى اليوم هناك من يجيز من رجال الدين الاختلاط، ولا يرى فيه ما يراه غيرهم امثال الشيخ البراك.. وطبق منع الاختلاط بالكويت على الجامعات الحكومية اولا ثم الخاصة وسط صراخ وعويل الاهالي والطلبة الذين تضرروا بشكل مباشر من تطبيق هذا القرار دون ادنى دراسة لابعاده الاكاديمية والمالية.. حيث تأخر من تأخر من الطلبة في التخرج وما زال الاف يصرخون لمعالجة مشكلة اغلاق الشعب الدراسية لعدم توافر الاعداد اللازمة من الطلبة من الجنسين.. المهم في الموضوع ان يطبق فصل الطلاب عن الطالبات في قاعات الدراسة، لان الغرائز الجنسية هي التي تتحكم بهؤلاء الطلبة على مقاعد الدراسة في نظر هؤلاء.
المهم بالموضوع ان الفتوى طالت من يبيح الاختلاط.. فأي دولة اسلامية تبيح الاختلاط وما اكثرها كما كانت الكويت سابقا.. كيف ستطبق عليها هذه الفتوى؟.. ثم ماذا بشأن من يعيش الاختلاط نفسه في المدارس أو الجامعات أو مقار العمل أو الشوارع أو الجمعيات؟!
الاخطر بالموضوع ان الفتوى كلها قامت على كلمة «قد»، أي احتمال ان ينم عن الاختلاط النظر الحرام والتبرج الحرام والسفور الحرام والخلوة الحرام والكلام الحرام بين الرجال والنساء.. واذا لم ينم عن الاختلاط ما تفضل به الشيخ البراك فهل يجوز الاختلاط؟.. واذا كان هناك كلام حرام وتبرج حرام ونظر حرام وسفور حرام دون ان يكون هناك داع للاختلاط، هل يباح القتل في هذه الحالة؟!...لان تلك هي النتيجة التي افتى من اجلها الشيخ البراك بجواز قتل من يبيح الاختلاط الذي «قد» يؤدي إلى كل تلك النتائج.
يا شيخنا الفاضل.. في بلدنا وبلادكم وكل البلاد الاسلامية ترتكب كثير من الفواحش تحت غطاء الدين، ان كان لحية أو عباءة أو حجاباً أو نقاباً أو دشداشة قصيرة أو حتى بقعة الصلاة على الجبهة.. دون داع للفصل بين النساء والرجال.. فإذا كانت اجازة القتل لمن يبيح الاختلاط الذي يؤدي إلى هذا وذاك.. فمن باب اولى ان يجاز القتل لمن يستغل الدين لارتكاب هذه الفواحش اولا وثانيا.
الاختلاط في المجتمعات المتحضرة لم يكن في يوم من الايام محرضا على ارتكاب كل تلك الفواحش التي ذكرها الشيخ الفاضل.. فالكل هناك مشغول بما هو اهم من كلمة حرام أو تبرج حرام أو سفور حرام أو خلوة حرام.. فهذه الامور للاسف لا تحدث الا عند من لا يكون همه سوى ان من امامه انثى اكثر من كونها امرأة.. لان كل ما تقع عليه عيناه يذكره بذلك.. اما ان تكون من امامه امرأة تفكر معه وتعمل معه وتنتج معه.. فهذا بعيد جدا.. لذلك سيباح قتلنا كلنا ممن يجيز الاختلاط في الكويت.. حتى وان كانت وجهة نظرنا احسن الف مرة.. وبما انني ابيح الاختلاط وادعو اليه لاسباب ابعد ما تكون عن سلسلة الفجور التي وردت بفتوى الشيخ البراك، فانني اختم مقالي بالتالي: اللهم نويت ان أموت